اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 236
من عنده سَيَجْزِيهِمْ الله المنتقم الغيور ويعذبهم بِما كانُوا يَفْتَرُونَ اى بشؤم افترائهم ومرائهم إياه سبحانه
وَمن جملة مفترياتهم على كتاب الله انهم قالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ اى اجنة البحائر والسوائب ان كان حيا فهي خالِصَةٌ لِذُكُورِنا مخصوصة مباحة لهم أكلها وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا لا نصيب لهن فيها وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً يعنى ان يخرج ميتة فَهُمْ اى الذكور والإناث فِيهِ شُرَكاءُ بلا تفاوت وتخصيص سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ اى يجزيهم الله أقبح الجزاء على وصفهم وتفصيلهم هذا افتراء عليه إِنَّهُ حَكِيمٌ في جزاء المفترين عَلِيمٌ بمقداره وكيفيته
ثم قال سبحانه قَدْ خَسِرَ وخاب خيبة ابدية الاعراب الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً مخافة سبى او إملاق بِغَيْرِ عِلْمٍ منهم بما يئول أمرهم عليه ولا شك ان الرزاق والحافظ لعموم عباده هو الله لا هم وَايضا قد حَرَّمُوا على نفوسهم ما رَزَقَهُمُ اللَّهُ واباحه عليهم من البحائر والسوائب وغيرها ونسبوا تحريمها افْتِراءً عَلَى اللَّهِ مراء وميلا الى الباطل وبالجملة قَدْ ضَلُّوا بارتكاب هذه الجرائم عن طريق الحق وَما كانُوا مُهْتَدِينَ الى توحيده ولا يرجى منهم الهداية والفلاح أصلا
وَكيف تضلون عن طريق الحق ايها الجاهلون المسرفون مع انه سبحانه هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لمعاشكم في النشأة الاولى جَنَّاتٍ وحدائق من الكرم مَعْرُوشاتٍ مرتفعات من الأرض وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ بل مفروشات اى ملقيات على وجه الأرض وَانشأ لكم ايضا النَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ اى أكل كل واحد منهما رطبا ويابسا وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً بعضها ببعض وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ بل مختلف في الشكل والطعم ايضا كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ اى ثمرة كل من المذكورات حيث شئتم إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ اى اخرجوا حق الله منه على الوجه المفروض المبين في علم الاحكام يَوْمَ حَصادِهِ اى وقت إدراكه وبدوّ صلاحه وَلا تُسْرِفُوا في الاكل وان كان مباحا حتى لا تقسى قلوبكم ولا يكل ادراككم إِنَّهُ سبحانه لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ولا يرضى عنهم وعن فعلهم هذا إذ الاكل انما هو لقوام البدن وتقوية الروح والقوى على فعله وإسرافه يفضى الى التعطيل والتكليل والكسل المخل للحكمة الإلهية
وَإنشاء لكم ايضا مِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً تحملون أثقالكم عليها يوم ظعنكم وَفَرْشاً تفرشون من أصوافها واشعارها واوبارها المنسوجة تحتكم يوم اقامتكم كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ واباحه عليكم منها وَلا تَتَّبِعُوا اثر خُطُواتِ الشَّيْطانِ ولا تسمعوا وساوسه في تحليل المحرمات وتحريم المباحات وبالجملة لا تتبعوا مقتضيات اهويتكم وأمانيكم التي هي من جنود الشياطين إِنَّهُ اى الشيطان وجنوده لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ظاهر العداوة فاجتنبوا من اغوائه واغرائه
واعلموا ايها المؤمنون ان الله سبحانه قد أباح لكم من الانعام ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ الكبش والنعجة وما يتولد منهما وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ التيس والعنز ايضا كذلك قُلْ يا أكمل الرسل لمن يدعى التحريم في هذين الجنسين إلزاما وتبكيتا آلذَّكَرَيْنِ الكبش والتيس حَرَّمَ منهما أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ النعجة والعنز أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ اى حرم في بطن الأنثيين من هذين الجنسين ذكرا كان او أنثى نَبِّئُونِي وأخبروني ايها المدعون تحريم شيء منها بِعِلْمٍ ثابت ومقدمة معلومة عندكم من نقل ونص دال على ان الله قد حرم شيأ من ذلك إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ في دعوى التحريم
وَايضا قد أباح لكم ربكم ايها المؤمنون مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ يا أكمل الرسل للمجرمين المفترين آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 236